لقدس /وليام بليك حسن حجازى
وليم بليك (1757- 1827م)
شاعر ورسام إنجليزي , وُلِدَ في لندن .بدأ بليك تعلمه الرسم في سن مبكرة . وُلد َبليك في لندن حيث قضى معظم حياته. بالرغم من انغماسه في العمل اليدوي والصحافة الإجتماعية لم تكن متاحة له كما ينبغي , فقد أصدر أول كتاب شعري له , مشاهد شعرية , في 1783 , أغنيات البراءة , في 1789م , وأغنيات الخبرة في 1794م .من أشهر قصائده النمر .
كان يقول : (في تنبؤات البراءة )
لترى العالم في حبة رمل ,
والسماء في زهرة برية ,
تُمسك الوحدانية في راحة اليد الواحدة
والخلود في ساعة واحدة 0
ان بليك يعتبر من أجمل الشعراء الإنجليز فمرور اكثر من قرن على هذه القصيدة (النمر ) تعني الكثير للشعر . الشاعر بليك معروف عنه بخصب خياله واقترابه من الطبيعة وانتمائه لها كما أن قصائده عادة تكون مرتبطة بالايمان الروحي والديني والمعتقدات والأساطير التراثية القديمة . الكثير من كتاباته تتحدث عن الملائكة والمخلوقات الصغيرة الطائرة . فقد كان في طفولته يتخيل الاشياء الصغيرة ويصرخ ويقول إنها هنا وهناك , مما لا شك فيه أن إيمانه الروحي عمَق من خياله لأن ارتباطه بالطبيعة كان كبيرا ً وهو من دعاة ترك الطبيعة وشانها.
قال ت.س .إليوت في مقالة عن وليم بليك : "إن التركيز الناتج من حدود وإطارات علم الأساطير وعلوم اللاهوت والفلسفة من أحد الأسباب التي تؤكد بأن " دانتى " كان كلاسيكياً وبأن " بليك " كان فقط شاعراً عبقرياً ".
(22) القدس
شعر :
وليم بليك (1757- 1827م)
ترجمة:
حسن حجازي/مصر
هل مشت تلك الأقدام الطاهرة في الأزمنة القديمة
على ربا انجلترا الخضراء ؟
وهل ظهر في مروج انجلترا البهيجة
الروح المقدس السابح في نور السماء ؟
وهل سطعَ ذاكَ النور الإلهي ببهاه
على التلال الغائمة المشبعة بالنقاء
وهل شُيدَت القدس النقية هنا
بين تلك الطواحين الشيطانية السوداء ؟
احضر لي قوسي المشتعل بالنار الذهبية :
وكذلك أسهمي المشبعة بنيران الرغبة القوية :
احضر لي رمحي : أهدأي يا رياح !
احضر لي مركبتي النارية .
لن أتوقف عن حماسي وحروبي الفكرية ,
لن ينم سيفي أبداً بعد الآن في غمده
حتى نبني القدس سوياً من جديد
في ربوع انجلترا وأرضها الخضراء .