مجمع لغات ههيا التجريبية

بودلير وأزهار الشر / حسن حجازي 166945_1238176417

اهلا ، هاي ، اوهايو - كنباوا ،، وبڪل لـغ‘ـات العالمے راح
نرحبے فيڪ ، شرفينا بتسجيلڪ و تفاعلڪ معانا يا حلوـہ


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مجمع لغات ههيا التجريبية

بودلير وأزهار الشر / حسن حجازي 166945_1238176417

اهلا ، هاي ، اوهايو - كنباوا ،، وبڪل لـغ‘ـات العالمے راح
نرحبے فيڪ ، شرفينا بتسجيلڪ و تفاعلڪ معانا يا حلوـہ

مجمع لغات ههيا التجريبية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجمع لغات ههيا التجريبية

المرحلة الإعدادية /مجمع لغات ههيا التجريبية


    بودلير وأزهار الشر / حسن حجازي

    Admin
    Admin
    الادارهـ العامه


    ذكر
    عدد الرسائل : 301
    العمر : 63
    البلد : مصر
    العمل/الترفيه : مدير مدرسة تجريبية للغات
    المزاج : الحمد لله
    تاريخ التسجيل : 19/02/2008

    بودلير وأزهار الشر / حسن حجازي Empty بودلير وأزهار الشر / حسن حجازي

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أغسطس 10, 2008 4:53 pm

    أزهار بودلير ..شعر الفقراء والمحرومين البائسين


    حسن حجازى : كم من كتاب يقرأه الملايين من القراء اليوم دون أن يدركوا أن كتابها أدينوا بسببها فى حياتهم أو حتى بعد موتهم.

    التاريخ الإنسانى منذ سقراط والحلاج وعمادالدين نسيمى وجنيد يراقب عن كثب أولئك الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل أفكارهم، أو الذين دخلوا قفص الاتهام وقضوا سنوات من حياتهم فى سبيل كتاباتهم، وما أكثرهم فى تاريخنا المعاصر.

    اليوم حينما تعرض فى مختلف مكتبات العالم ديوان بودلير "أزهار الشر" بأرقى الطبعات إلى القراء، لا يدرك معظمهم أن شاعرهم المفضل عاش الجحيم خلال حياته القصيرة العليلة. لم يحظ خلالها إلا بانتقادات لشعره تصل إلى درجة الشتيمة والاستهانة به. حيث كانوا يشبهون شعره بكومة من القاذورات والفضلات.

    كما لم يستطع فى حياته القصيرة من التحرر من ضغوط دائينه. ماعدا واحدة كانت تركن إليها روحه القلقة، المتعبة، هى جين دوفال الذى كان بودلير يقول عنها:
    ـ إنها تضمد الجراح التى فى عقلي.

    بودلير وأزهار الشر

    هو الشاعر الرجيم أما أزهار الشر فهو من أعظم دوايين الشعر التى ظهرت على مر العصور . صدر هذا الديوان عام 1855م.

    يقول هنرى لوميتير فى مقدمته للديوان : "إن التمزق الذى عانى منه بودلير بين الرغبات الحسية التى عذبته طوال حياته وبين الإيمان الروحى سمة عصره المسيحى الكاثوليكى لتفشى سر هذه الأفكار التى سيطرت على روحه والتى تضمنتها قصائده والواضحةفى كل لغة وصور ورموز شعره ".

    فالشعر عند بودلير لهو تلك الجنات المختلفة بل ربما كان مفتاح جنة حقيقية حتى لو اضطر لاختراق جهنم فى طريقه إليها.

    بودلير الذى يُعد من ضمن الشعراء الرومانسيين لا يكتفى مثلهم بالإعتراف خلال شعره بل يؤمن بالنبوغ الشعرى الذى يستدعى ادخال الروح داخل الشعر.

    ولكى نتعرف على وظيفة الشعر لدى بودلير نتوقف عند قوله " أنه قدر عظيم، وقدر الشاعر ألا يلاحظ فحسب بل يصحح كذلك ...أن يتجول فى كل مكان رافضاً للظلم".

    لذلك كان شعر بودلير هو شعر الفقراء والمحرومين البائسين والمنهزمين وكما يذكر هو فى قصيدة له :

    " أفكرُ فى الزنجية الهزيلة المسلولة
    أفكرُ فى كل مَن فقد ما لا يُستعاد
    أفكرُ فى اليتامى الضعاف الذابلين كالزهور
    فى البحارة المنسيين فى جزيرة
    فى الأسرى فى المنهزمين والأخرين ".

    إن فكر بودلير لمتسع وعميق إتساع الحياة نفسها، وبالتالى فمحور الشعر عنده هو ذلك التضاد بين الخير القليل والشر السائد بين الجمال النادر وبين القبح الشائع ..هو تلك الحيرة بين الحب والخطيئة ..بين المتعة والألم ..بين واقع الأرض وجنات السماء ..

    من أشهر قصائد ازهار الشر قصيدة الميت المبتهج حيث يقول :

    فى أرض شحمة مليئة بالقواقع
    أبغى أن أحفر بنفسى لحداً عميقاً
    حيث يمكننى عندما أشاء
    أن أضع عظامى الهرمة
    وأنام فى النسيان كالقرش فى الموج
    أكره الوصايا ....أكره القبور
    بدلاً من استجداء دمعة من هذا العالم
    وأنا حى ..أُفضل أن أدعو الغربان
    لتدمى كل أطراف هيكلى النجس
    أيتها الديدان يا رفاقاً سود بلا أذن ٌ ولا عيون
    أنظرن شاهدن يُقدم إليكم ميت حر سعيد
    أيتها الفيلسوفات الماجنات، يا بنات العفونة
    عبر خرابى توغلن بلا تأنيب ضمير
    وقلن لى أهناك عذاب آخر ينتظر هذا الجسد الهرم
    فاقد الروح، ميت بين موتى .

    من هنا من تلك القصيدة التى تعتبر نموذجاً لفكر بودلير سواء من حيث الشكل أو المضمون، فالموت أو الامل فى الموت الذى ينهى عناء الإنسان فى حياته هو أحد اهتمامات الشاعر الأساسية.

    كان بودلير فى حياته اليومية، يبدو وكأنه يرى نفسه والعالم الذى حوله فى مرآة مقعرة. حتى طفولته كانت تعيسة مليئة بالعقد، خالية من بصمات الفرح والانطلاق.

    لذلك بدا غير مهتم بأى شيء، ولا يعرف إلى الجدية فى حياته سبيلا. فعاش مفضلا التشرد على كل شيء. فلم يكن فى وعيه ما يمكن تسميته بالمسؤولية.

    فقد كان همه هو أن يعيش، يعيش كل شيء، الحياة من أجل الحياة. كما لم يكن يعرف قيمة النقود. لذلك كان يبذر فورا كل ما تصل إلى يده من النقود.

    وكان يهبها خاصة للنساء اللاتى ظللن يستغلنه حتى أواخر حياته.

    هناك سمات تميز شعر بودلير هو اسلوبه المميز فى إدراك حقيقة الأمور وتلك الصور الغريبة والتعبيرات الشاذة وايضا وقاحته فى اختيار الكلمة والتشبيه فمن يمكنه نظم تلك الأبيات :

    "ساكون نعشك أيتها الرائحة النتنة المحببة "
    وكذلك:

    "قولى يا حبيبتى للدود الذى سيأكلك بقبلاته".

    ويقول بودلير أيضا:

    "أيتها الممسوخة العجيبة التى تسيطر على أحاسيسى
    أنفاسها تخلق موسيقى كما ينفخ صوتها عطراً"

    ويقول أيضاً :
    "فى أكفان السحب اكتشف جثة غالية
    وعلى الشواطيء السماوية أشيدُ توابيتاً حجرية".

    وماذا عن بودلير الإنسان قال عن نفسه فى أحد خطاباته عام 1814م :

    "أنا إنسان مريض شنيع الطباع، والذنب هنا هو ذنب أبواى ..، من جراهما يسرى البلى فى نسجى وتنحل عراي، وترث قواي، ذلك مَن يُولد من أم فى السابعة والعشرين وأب طاعن فى الثانية والستين فتامل يا صاح خمسة وثلاثون عاماً بين الأثنين، تقول انك تدرس علم البنية والطبائع، الا فسل نفسك عما ترى فى الثمرة الناتجة عن قران كهذا القران ؟ ! ".

    العقدة التى كان يعانى منها بودلير هي، لهفته إلى حنان الأم، وهو الحنان الذى بحث عنه فى جميع النساء التى تعرف عليهن. وقد بلغت معاناته ذروتها بعد زواج أمه للمرة ثانية من عسكرى قاس، حاد الطباع. وبسبب الحفلات والولائم المستمرة فى بيتها، نسيت ابنها بودلير وأهملته. ولم يكن بودلير فى نظر زوج أمه إلا بائس شاذ.

    رجعت أمه إليه فيما بعد، لكنها كانت عودة متأخرة لأنه كان على فراش الموت. فلم يجد منها إلا ذبالة شاحبة من الحنان الذى افتقده، وهو موشك أن يودع حياته القصيرة، والتى فارقها وهو مشلول يحدق بعينين جامدتين فى السقف، مهمهما ً بكلماتٍ غير مفهومة :

    ـ الألوان تشحب، يداى ترتجفان، أريد النوم. .
    لذلك لا عجب عندما نقرأ له فى قصيدته " نبع الدماء " :
    يُخيل إليى أحيانا أن دمى ينفجر
    كأن ينبوعاً يتدفق بنشيج ٍ موقع
    إننى أحس تماماً وهو يتدفق بخرير طويل
    ولكننى أحاول عبثاً أن أهتدى لمكان الجرح
    يقول الشاعر الكبير آرثر ريمبو:
    "إن بودلير لهو أمير الشعراء ..إنه إله حقيقى للشعر ".

    المراجع :
    1- دراسات فى الآداب الأجنبية ..د/ عيسى الناعورى
    2- الشاعر الرجيم بودلير ..الأستاذ عبد الرحمن صدقى
    3- مجلة الشعر ...عدد 22
    4- أزهار الشر ...شارل بودلير


    http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2008\08\08-02\442.htm&dismode=x&ts=02/08/2008%2009:43:41%20ص

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:58 am